غريب أمر منطقة باتنة، صندوق نحل حقيقي من كوادر أمازيغية عالية المستوى و
في كل المجالات العلمية: التأليف: اللغة و الأدب و التاريخ، في الفنون: النحت و
الرسم، الأغنية و المسرح، في الكتابة و التأليف، في التجهيزات الثقافية العمومية: معهد اللغة و
الثقافة الأمازيغية، مئات المدارس تدرس اللغة الأمازيغية، إذاعة آوراس، مسرح رائع و دار الثقافة منفتحة أشد الانفتاح على النشاطات
الثقافية الأصيلة ناهيك عن عشرات المناطق
الأثرية كل ذلك يتولاه رجال و نساء غاية في الأخلاق النظالية العالية من الكرم و الشجاعة.
كل القيم الغالبة في مجتمع بلديات باتنة تؤهلها منطقيا أن تكون قلب آوراس و قاطرته السياسية
و الثقافية و الاقتصادية إلا أنها و منذ عشرات السنين تمارس نظالا انكماشيا فريدا
من نوعه، تميزه استكانة غريبة للصمت و عدم الاكتراث لأهمية تأكيد هذه المكانة مع
الميل إلى نوع من السلوك يذكر بالصراع من أجل البقاء الذي يميز الطيور المتجهة نحو
الانقراض.
و الغريب أنه في مقابل آلاف
المناظلين الأمازيغيين هؤلاء، هناك مجموعات صغيرة و متخفية من القومجيين، تنم
نجاحاتهم على فعالية كبيرة بحيث أنه بإمكانهم،
و في صمت مطبق، إفشال أي حركة، أي نشاط، و أي عمل يتيح لسكان هذه الولاية تبوأ الموضع
الذي يليق بهم.
في مسعى البحث عن أسباب هذه الظاهرة، يصرح الجميع، أن هذه الولاية تقع بين
فكي كماشة و هما ببساطة: التأثير
الاسلاموي و المجاهدين و لكن إذا حاولنا التدقيق في هذه الاسباب الظاهرية نكتشف بسرعة أن عدد المجاهدين الأحياء لا يتعدى عدد
أصابع اليد الواحدة و أن تأثيرهم الميداني بجأ في الخفوت منذ ظهور الوسائل الاتصال
الاجتماعي كما أن الحركة الاسلاموية دخلت منذ مدة لحظاتها الأخيرة ليس في الجزائر
فقط و لكن في كل العالم لذلك يبدو أن السبب الأول و الأخير في هذه الوضعية الغريبة
هي المصالح الإدارية للدولة التي تنفذ
أجندا رسمية و سرية لمنع هذه الولاية العريقة من وضع تاج الشاوية على رأسها بكل
جدارة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire